دور الأستاذ الجامعي في تضمين قيم ومفاهيم النزاهة في مناهج التعليم العالي

اذ تهدف الندوة الى نشر ثقافة النزاهة في أروقة التعليم العالي والحفاظ على المال العام وزرع ذلك في نفوس طلبة كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية مدرسي المستقبل والعمل سويةً على مكافحة الفساد المستشري في العديد من دوائر الدولة وتقريب وجهات النظر بين التربويين ومنتسبي هيئة النزاهة.

وتُعد النزاهة قيمة دينية إنسانية أخلاقية وسلوكية مرتبطة بأمانة الفرد وأخلاقه؛ إذ ترتكز على الشفافية ومكافحة الفساد، وللفساد أبعاد متعددة ومفاهيم متنوعة تختلف باختلاف الزاوية التي يُنظر من خلالها إليه، فيُعد فساداً كل سلوك انتهك أياً من القواعد والضوابط التي يفرضها النظام، كما يُعد فساداً كل سلوك يهدد المصلحة العامة.

أما في الشريعة الإسلامية فالفساد كل ما هو ضد الصلاح قال تعالى: ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْض بَعْد إِصْلَاحهَا )(الأعراف:56)، وقال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)(النساء:58).

وحماية النزاهة ومكافحة الفساد منهج رباني والتزام ديني ومبدأ إنساني يستلزم برامج إصلاح شاملة تحظى بدعم سياسي قوي، ويكتسب مضموناً استراتيجياً يقوم على تشخيص المشكلة لمعالجة أسبابها، وتعاون الأجهزة الحكومية، ومشاركة المجتمع ومؤسساته، وإرساء المبادئ والقيم الأخلاقية للإدارة والمجتمع وتعزيزها.